موسوعة اخبار العراق موسوعة اخبار العراق
اقتصاد

هل أنهت حرب الـ12 يوما نفوذ أوروبا بالقضايا الكبرى؟

2025-06-30T18:20:42+00:00

شفق نيوز – باريس  

أشر متخصصون بالشأن السياسي الفرنسي، تراجع
الدور الأوروبي وخاصة فرنسا، في معالجة القضايا الكبرى، وهذا ما برز بالحرب
الأخيرة بين إيران وإسرائيل.

وأكدوا أن مكالمة الرئيس الفرنسي النادرة
للرئيس الإيراني قد تكون محاولة متأخرة لإعادة التموضع في مشهد تزداد فيه واشنطن
وتل أبيب هيمنة.

ورغم استبعادهما من قبل الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، لم تستغل فرنسا وأوروبا فرصة الحرب الأخيرة أو قمة الناتو لإبراز أي
استقلالية استراتيجية.

وخلال 12يومًا من الحرب مع إيران، وعقد أول قمة
لحلف شمال الأطلسي في ظل رئاسة ترامب الثانية، سنحت لأوروبا وفرنسا فرصتان لتأكيد
صوتهما ومواقفهما المغايرة.

وكان بإمكانهما تحويل الشعارات إلى أفعال،
وإثبات صعود أوروبا ذات قرار مستقل، لكن، لم تُستثمر أي من الفرصتين، فأوروبا
عاجزة عن اتخاذ موقف موحد وقوي وواضح، وفق الخبراء.

وفي مواجهة الهجوم الإسرائيلي، لم تتمكن الدول
الأوروبية الثلاث — فرنسا، ألمانيا، والمملكة المتحدة — التي تقود منذ 2003 جهود
احتواء البرنامج النووي الإيراني، من التعبير عن موقف مشترك، فيما عبر المستشار
الألماني فريدريش ميرتس بوضوح عن موقف منسجم مع السياسات الأوروبية السابقة التي
تهدف إلى منع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وقد صرّح قائلًا إن “إسرائيل تقوم بالعمل
القذر بالنيابة عن الجميع”، كما أيّد الضربات الأمريكية، مضيفًا: “لا
يوجد سبب لدينا، أو لديّ شخصيًا، لانتقاد ما بدأته إسرائيل منذ أسبوع“.

وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد،
مكالمة هاتفية جديدة مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، طالب فيها بإطلاق سراح
الفرنسيين المحتجزين في طهران، والعودة إلى طاولة المفاوضات النووية.

وقال ماكرون عبر منصة “إكس”:
“أجريت اليوم مكالمة جديدة مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان”، إذ كررت
دعوته للإفراج عن الفرنسيين سيسيل كولير وجاك باريس، وضمان حماية المواطنين
والمصالح الفرنسية في إيران، مؤكدًا أنها “يجب ألا تكون عرضة لأي تهديد“.

كما شدد على “ضرورة احترام وقف إطلاق
النار للمساهمة في استعادة السلام الإقليمي“.

وبعد 5 أيام من سريان وقف إطلاق النار بين
إسرائيل وإيران، دعا ماكرون نظيره الإيراني إلى “العودة لطاولة المفاوضات
لمعالجة قضايا الأنشطة الصاروخية والنووية“.

وقال أرنو لوفيفر، باحث في العلاقات الدولية
بمركز الدراسات الأمنية الأوروبية (CESE)،
إن الأزمة الإيرانية-الإسرائيلية تظهر
مدى فقدان فرنسا أدوات التأثير الحقيقي في الشرق الأوسط، سواء عبر الدبلوماسية أو
النفوذ الاستراتيجي“.

وأضاف لوفيفر لتقرير نشره موقع “إرم
نيوز” أنه “بينما تحتكر واشنطن وتل أبيب مسار التصعيد والتسوية، يبدو
الموقف الفرنسي متأخرًا وخافتًا“.

 

وأوضح أنه حتى الاتصال الهاتفي بين ماكرون
وبزشكيان، رغم أنه نادر، جاء كرد فعل أكثر منه مبادرة استراتيجية، ولم يعكس إرادة
واضحة لقيادة وساطة أو إطلاق مقترح تفاوضي فعّال.

ورأى الباحث السياسي الفرنسي أن المشكلة الأكبر
هي غياب رؤية أوروبية موحدة، مما يقوّض أي تأثير محتمل حتى لو كانت النوايا
الفرنسية حسنة“.

وأوضح أنه في المقابل، تحاول باريس، من خلال
مكالمة ماكرون النادرة، أن تستعيد بعض الزخم، لكن دون مسار واضح، تبقى الجهود
حبيسة الشعارات، بانتظار تحول أوروبي أوسع نحو استراتيجية أكثر استقلالًا وفاعلية.

من جهتها، قالت كلير مارشان، خبيرة في شؤون
الشرق الأوسط بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إنه “منذ انسحاب ترامب من
الاتفاق النووي عام 2018، تراجعت ثقة إيران بأوروبا بشكل كبير، رغم محاولات باريس
وبرلين ولندن إنقاذ الاتفاق.

وأضافت مارشان في التقرير، أن ماكرون، وإن أبدى
اهتمامًا بالملف، إلا أن تحركاته بقيت محصورة بين محاولات احتواء الأزمات وليس
تشكيل مسارات بديلة.

وأشارت إلى أنه خلال مكالمته الأخيرة مع
بزشكيان، عاد الرئيس الفرنسي إلى القضايا الكلاسيكية: الرهائن والملف النووي، لكنه
لم يقدم تصورًا سياسيًا جديدًا.

وأوضحت أن “الدور الفرنسي بات رهين تقلبات
واشنطن وأن أوروبا بحاجة إلى سياسة شرق أوسطية متماسكة تتجاوز ردود الفعل، تبدأ من
تحديد أولوياتها الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية بعيدًا عن الاصطفافات التقليدية”.

 

 




Source link

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى